لقد أولت جل الدول المتقدمة اهتمامًا كبيراً ببناء الموارد البشرية المؤهلة القادرة على البناء و الإيفاء بمتطلبات خطط التنمية فاهتمت بالتعليم بصفة عامة وبمؤسسات التعليم التقني بصفة خاصة لما له من دور واضح في توطين وتوظيف المعرفة والتقنية الحديثة وتطوير المجتمعات والرقى بها . ومع تسارع التطورات التقنية التي يشهدها العالم المعاصر وإدراك الدول لضرورة مواكبة تلك التطورات. برزت أهمية التعليم التقني والتدريب المهني لما يوفره من إمكانيات تساهم في تنمية المجتمع وتطويره وتوفير فرص العمل الشريفة و لتلبية احتياجات سوق العمل في عصر تفجر بالمعلومات والمعرفة. و لما كانت المعاهد التقنية العليا تعد أعلى مراحل التدريب و التكوين المهني و أكثرها قدرة على تنمية و تطوير الموارد البشرية و رفع كفاءتها التدريبية وربط فكرة التعليم العالي بالقوى العاملة الضرورية للتنمية الشاملة.
فإن المعهد العالي لتقنيات التبريد و التكييف بسوكنه قد قطع شوطا في نشر الثقافة المهنية وتوطين التعليم التقني منذ إنشاءه سنة 1993م، و يسعد أسرة هذه المؤسسة أن تصدر الدليل العام للمعهد وفي الوقت نفسه نعرب عن ثقتنا في ماتحقق من انجازات بهده القلعة العلمية والتقنية وذلك نتيجة لجهود بذلت من قبل الإدارات المتعاقبة على المعهد و رؤساء الأقسام و الموظفين و أعضاء هيئة التدريس والمعيدين و المدربين العاملين بالمعهد، فنحن جميعا مطالبون بشحذ الهمم و بدل قصارى الجهود واستنفار الطاقات من اجل أن يبقى المعهد منارة للعلم والمعرفة ومصنع لتنمية القدرات البشرية وعنونا للنهضة.
الموقع الجغرافي:
يقع المعهد العالي لتقنيات التبريد و التكييف بمدينة بسوكنه- بمنطقة الجفرة – و تقع سوكنه على تقاطع خط عـرض (29) شمالا و خط طول (16)شرقا وتبعد مسافة (280) جنوب البحـر الأبيض المتـوسط و حوالي (330) كيلو متر شمال مدينة سبها أكبر المدن بالجنوب ، و توجد بمنطقة الجفرة اغلب متطلبات الحياة العصرية من فنادق و أسواق و وسائـل اتصـالات سلكية ولا سلكية و طيران يربطها مع المدن الليبية الأخرى .